مشروع «DreaMix» حلم يتجسد بالموسيقى
يشهد العالم العربي ولادة مشروع موسيقي ثوري بعنوان “دريا ميكس”، أول ألبوم موسيقي كامل يتم إنتاجه باستخدام الذكاء الاصطناعي. يتألف الألبوم من 8 مقطوعات موسيقية متنوعة، تدمج بين الأنماط المختلفة مثل الإلكترونية، البوب، الهاوس، والفانك، مقدماً تجربة موسيقية حديثة وعصرية.
يعكس الألبوم كيفية توظيف التكنولوجيا المتقدمة لإبداع موسيقى تُحاكي مستوى الإنتاج الاحترافي التقليدي.
في سابقة من نوعها في العالم العربي، تُطلق الفنانة لمياء أبو النجا ألبومها الموسيقي الجديد، والذي يُعتبر أول ألبوم موسيقي كامل في مصر والمنطقة العربية يعتمد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي في صناعة موسيقي من أنماط متنوعة مع التركيز على تحقيق جودة صوت عالية وإبداع موسيقي فريد من نوعه.
وسيتم اطلاقة بداية من يوم الجمعة ١٥ -١١ وسيتم طرح التراكات بشكل منفصل أسبوعيا، وهو نتاج جهد مستمر في دمج الإبداع الفني مع التكنولوجيا المتطورة، حيث استخدمت لمياء أدوات الذكاء الاصطناعي لتطوير الأصوات، مما يمنح الألبوم طابعًا عصريًا يتماشى مع أحدث الاتجاهات العالمية في صناعة الموسيقى.
الألبوم يعكس قدرة الذكاء الاصطناعي على خلق تجربة سمعية جديدة، تتجاوز الحدود التقليدية للموسيقى.
كما وضحت لمياء انه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي أصبح متاحاً للموسيقيين وغير الموسيقيين، إلا أن الوصول إلى جودة حقيقية. تطلب فهماً حس فني واذن موسيقية، بالإضافة إلى خلفية موسيقية قوية وجهد مستمر في البحث والتجربة حيث ان أدوات الذكاء الاصطناعي حاليا تقوم بالتحديثات والتغيرات علي مدار الساعة وذلك يستوجب المواكبة وإعادة استخدام تلك الأدوات باشكال مختلفة للوصول لشكل موسيقي يشبه التوزيع الموسيقي الحقيقي.
وذلك يثبت أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الموسيقى لا يقتصر على التقنية فقط، بل يحتاج أيضاً إلى الحس الفني والاحترافية لإخراج موسيقى بجودة عالية تنافس الموسيقى التقليدية وتجذب المستمعين
وفي ظل أن هذا هو أول ألبوم موسيقي يتم إنتاجه باستخدام الذكاء الاصطناعي في بلد عربي، لماذا اخترت أن تكون الموسيقى غربية بالكامل؟”
كما ذكرت سابقًا، الذكاء الاصطناعي يتطور بسرعة مستمرة، وكلما أعمل على شيء جديد سواء في الموسيقى أو التصميم، أجد تحديثات وميزات مختلفة.
ومع ذلك، الموسيقى الشرقية لها طابع خاص لا يزال الذكاء الاصطناعي غير قادر على تحقيقه بشكل كامل. من خلال التجارب التي سمعتها حتى الآن، أجد أن الأغاني العربية المُنتَجة باستخدام الذكاء الاصطناعي ضعيفة بشكل خاص، حيث يبدو الغناء كأنه مطرب غربي يتحدث بالعربية المكَسَّرة أو بلكنة غريبة، مما يجعل النتيجة غير احترافية أو كأنها عملية قص ولصق.
لذا، بالنسبة للأدوات المتاحة حاليًا، تظل الموسيقى العربية والغناء العربي صامدًا أمام تطورات الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يبقى المستقبل مفتوحًا ولا أحد يعلم إلى أين قد تصل هذه الأدوات في المستقبل.
رغم احتكاكي في عملي بالموسيقى الشرقية، إلا أنني منذ صغري أستمع إلى الأغاني الغربية، وخاصة مايكل جاكسون الذي كان له أكبر تأثير موسيقي عليَّ، لهذا السبب، قمت بعمل أغنية تكريمية له في ألبومي الجديد، والتي ستصدر في ذكرى إصدار ألبوم مايكل جاكسون الذي يحمل اسم “مايكل” الذي صدر في شهر ديسمبر 2010، وتحديدًا في 14 ديسمبر، هذا الألبوم صدر بعد وفاته ويحتوي على مجموعة من الأغاني التي عمل عليها قبل وفاته وتم تجميعها ونشرها لاحقًا.
“في ظل إعلان الفنان عمرو مصطفى عن إنشاء أول مطرب بالذكاء الاصطناعي وإطلاق الملحن ماز عبد الغني أغنية ‘يالا’ بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي، ما الذي يميز مشروعك عن هذه المشاريع الأخرى، خاصةً مع اقتراب إصدارك للألبوم الموسيقي الكامل بالذكاء الاصطناعي؟
أول فرق كبير هو أنني لم أدرس الموسيقى أكاديمياً، بل أتمتع بموهبة سماعية وحب للموسيقى. الموسيقى كانت دائماً جزءاً من حياتي بسبب عملي السابق في إدارة أعمال فرقة أندرجراوند لمدة خمس سنوات، وبعدها مع الفنان الكبير يحيى خليل والفنانة حنان ماضي.
كما أنني أدير أعمال زوجي منذ 15 سنة وهو عازف كمان وموزع موسيقي المعروف (محمد علي) . هذا جعلني أحتك بأنواع كثيرة من الموسيقى وأتعلم الكثير عن صناعة الموسيقى، من البدايات وحتى التجهيزات والبروفات.
الفرق الثاني هو أن كل التجارب حتى الآن كانت لأغاني منفردة، بينما أنا قمت بإنتاج ألبوم كامل يحتوي على أنماط موسيقية متنوعة، مما يقدم تجربة موسيقية شاملة
“ما هي التحديات التي واجهتك عند استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الألبوم؟ وكيف تغلبت عليها؟”
التحديات التي واجهتني كانت في البداية أنني كشخص هاوٍ احتجت للاستماع إلى أنواع مختلفة من الموسيقى على مر الأزمنة كتغذية سمعية. ولكي أحصل على النتائج التي أرغب بها من الذكاء الاصطناعي، يجب تمرينه وتزويده بالمعلومات المناسبة، الأدوات التي أستخدمها لا تسمح بطلب صوت مطرب معين أو أغنية معينة بالفعل بسبب الحفاظ على حقوق الملكية، وهذا من وجهة نظري أمر إيجابي لأنه يحمي حقوق الفنانين الأصليين وأعمالهم.
التحدي الآخر كان يتطلب استخدام أكواد معينة لكي ينفذ الذكاء الاصطناعي رؤيتي الموسيقية بدلاً من رؤيته هو، وهنا تكمن الصعوبة والاختلاف في الالبوم اللي انتجته.
“هل تعتقدين أن الذكاء الاصطناعي سيغير مستقبل صناعة الموسيقى في العالم العربي؟ وكيف ترين ذلك؟”
أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيغير مستقبل العديد من المهن، لكن في الوقت الحالي، العامل الحاسم هو موهبة الشخص الذي يستخدمه. سواء كان في المجال الموسيقي أو التصميم، فإن الموهبة هي التي ستحدد النجاح، على الأقل في الوقت الحالي
“ما هي رؤيتك المستقبلية لمشروع ‘دريميكس’؟ وهل هناك خطط لتعاونيات مستقبلية مع فنانين آخرين؟”
كانت من المفاجآت السارة بالنسبة لي أن محمد علي، كعازف كبير، يتشجع ويشارك بعزفه في موسيقى الألبوم. رغم أنه زوجي، إلا أنه في عمله شخص دقيق وانتقائي جدًا، لهذا السبب، أنا سعيدة جدًا بهذا التعاون. رؤيتي المستقبلية القريبة هي أن أتمكن من إشراك فنانين حقيقيين في العزف معي في مقطوعاتي، وهذا يؤكد المعنى الذي أؤمن به: أنه مهما تطورت الأدوات، سيظل للفنان الحقيقي مكانته المميزة.
“كيف كان رد فعل الجمهور والمستمعين على الألبوم حتى الآن؟ وهل تلقيت أي ملاحظات أو اقتراحات؟”
حتى الآن، من استمع إلى الالبوم هم دائرة صغيرة من أصدقائي ومعارفي ومنهم موسيقيين. حاولت أن أسمع آراء أشخاص من مختلف الأعمار والأذواق، وكل الآراء كانت مشجعة ولله الحمد. وقد تعاقدت مع شركة صوت الحب التي ستكون مسؤولة عن توزيع جميع الأعمال على كافة منصات الموسيقى ومواقع التواصل الاجتماعي، وستقوم بحماية حقوق الملكية نظرًا لأن الموسيقى كاملة من إنتاجي بدون الاستعانة باي من الاعمال الأخرى.
أتمنى أن ينال الألبوم إعجاب كل من يستمع إليه وأن يحقق النجاح الذي يعكس الجهد الكبير الذي بذلته فيه. لقد قمت بكل تفاصيله بنفسي، بما في ذلك التصميمات والفيديو والسوشيال ميديا.